الاستعانه بالجن من اقوال المخالفين
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على سيدنا رسول الله عليه افضل الصلوات واتم التسليم
هذا بحث مختصر من اقوال المخالفين للاستعانه بالجن من اخواننا السلفيه ومن اقوال كبار علمائهم
فمنهم من جعله محرما بالمطلق ومنهم من جعله مكروها ومنهم من اجازه بشرط ان يكون الجنى مسلما
ولكن وضعنا فى بحثنا هذا فقط اقوال من اجازوا الاستعانه بالجن مع بعض الشروط وهذا رأى والرأى الاخر
تحريمه مطلقا وهذا لم نتطرق إليه ....... ورفعى لهذا الموضوع سببه انا اكثر السلفيين يعتقدون ان الصوفيه
هم الوحيدين الذين يجيزون الاستعانه بالجن عن غيرهم من المذاهب الاخرى وهذا الكلام ليس صحيحا
مادام عندنا الدليل الذى يجيز الاستعانه بهم كما فعله سيدنا ابو موسى الاشعرى وحديث المرأه
التى كان عندها خدمه من الجن للسؤال عن سيدنا عمر رضى الله عنه ...... لا اطيل عليكم وإليكم البحث .
أقوال بعض أهل العلم على جواز
مساعدة الجن المسلم !!
وهناك الكثير من أهل العلم الذين أجازوا مساعدة الجن المسلم للمعالج بالقرآن منهم على سبيل الاستشهاد لا للحصر :-
أولاً : قال الإمام ابن تيمية (رحمه الله) عن حكم مساعدة الجن المسلم للإنس في مجموع الفتاوى المجلد الحادي عشر
(ص 306-307)الاستعانه بالجن اقوال المخالفينوالمقصود هنا أن الجن مع الإنس على أحوال فمن كان
من الإنس يأمر الجن بما أمر به الله ورسوله، من عبادة الله وحده، وطاعة نبيه، ويأمر الإنس بذلك فهو من أفضل أولياء الله تعالى،
وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له،فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له،
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهي عنه الله ورسوله،إما في الشرك، وإما في قتل معصوم الدم،
أو العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وانسائه العلم، وغير ذلك من الظلم،
وإما في فاحشة، كجلب من يطلب منه الفاحشة، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر،
وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص، إما فاسق و إما مذنب غير فاسق ).
ثانياً : قال الشيخ السعدي (رحمـه الله) في طـريق الوصول ص134الاستعانه بالجن اقوال المخالفينواستخدام الإنس للجن،
مثل استخدام الإنس للإنس، منهم من يستخدمهم في المحرمات،ومنهم من يستخدمهم في المباحات، ومنهم من يستعملهم في طاعة الله ورسوله).
ثالثاً : سُئل فضيلة الشيخ ا ابن عثيمين عن حكم مساعدة الجن المسلم للإنس؟
فأجاب فضيلته بقوله: ذكر الإمام ابن تيمية في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى ما مقتضاه إن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات:-
الأولى :أن يستخدمه في طاعة الله، كأن يكون نائبا عنه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن،
أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعا(كالعلاج بالقرآن مثلا)فإنه يكون أمرا محمودا،
أو مطلوبا، وهو من الدعوة إلى الله عز وجل، فالجن فيهم الصلحاء والعباد والزهاد والعلماء.
الثانية :أن يستخدمهم في أمور مباحة، فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة،
فإن كانت محرمة فهو محرم، مثل أن لا تساعده الجن إلا أن يشرك بالله كأن يذبح للجن أو نحو ذلك.
الثالثة :أن يستخدمهم في أمور محرمة، كنهب أموال الناس، وترويعهم، وما أشبه ذلك،فهذا محرم،
لما فيه من العدوان والظلم، ثم ذكر ما روى عن أبى موسى الأشعري (رضي الله عنه) أنه أُبْطِأَ عليه خبر عمر بن الخطاب
(رضي الله عنه)، وكان هناك امرأة لها صاحب من الجن، فسأله عنه ،فأخبره أنه ترك عمر يَسِمُ إبل الصدقة.
(كتاب فتاوى العقيدة للشيخ ابن عثيمين ص 216)
الشرح : (أُبْطِأَ عليه خبر عمر) أي كان أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه) يبحث عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
(رضي الله عنه) فسأل أبو موسى الأشعري (رضى الله عنه) امرأة كانت من أهل الصلاح والتقوى وكان لها صاحب من الجن المؤمن،
فأخبر الجن المؤمن المرأة أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في بيت المال.
(يَسِمُ إبل الصدقة)أي يميز إبل الصدقة بعلامات حتى لا تختلط مع باقي الإبل.
قال أهل العلم الذين أجازوا مساعدة الجن المسلم للإنس: (ومن المعلوم أن أبا موسى الأشعري (رضي الله عنه)
هو من كبار الصحابة الأعلام، ولو كان مساعدة الجن المسلم حراما، لما طلب أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه)
من المرأة مساعدته في الإدلال عن مكان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، فالصحابة الكرام هم أتقى الناس بعد رسول الله ،
وأحرص الناس على اتباع الحق والبعد عن الحرام ومن المعلوم ان قول الصحابى حجه كما هو معلوم عند اهل العلم
رابعاً: سُئل الشيخ مقبل بن هادي الوادٍعي:هل يجوز الاستعانة بالجن فيما يقدرون عليه مع الدليل ؟
فأجاب فضيلته بقولهأما إذا تأكدت من إسلامه ومن صدقه فيجوز أن تتعاون معه،ويتعاون معك،
والشأن كل الشأن أن تكون متأكداً من صدقه، وألا يكون جاهلاً،فقد كان الشخص من أهل صعدة يلتقي مع جني في جرف،
ويتدارس معه القرآن، وإذا جيء بالمريض قال : لابد أن تذبحوا فيقول له ذلك الرجل : هذا لا يجوز، فيقول هؤلاء الجن قوم لُدً،
ولا يخرجون إلا بذبيحة فمثل هذا لا يخلو إما أن يكون جاهلاً كما في الإنس من جهال،وإما أن يكون شيطاناً يُضل ذلك الشخص،
فإذا تأكدت من إيمانه وصدقه فلا بأس إن شاء الله، لأن النبي r يقوللا بأس بالرقي ما لم تكن شركا )، لمًا قالاعرضوا عليً رقاكم)
فعرضوا عليه فقال لا بأس بالرقي ما لم تكن شركا ). ا. هـ(المرجع : كتاب غارة الأشرطة – الجزء الثاني
صفحة 237،236 من منشورات دار الحرمين)
خامساً : سُئل فضيلة الدكتور/ أحمد بن ناصر بن حمد عن مساعدة الجن للإنس؟
فأجاب فضيلته بقولهإن المؤمنين من الجن كالمؤمنين من الإنس من حيث إنهم مأمونون الجانب، فلا يدعون إلى غير عبادة الله تعالى،
ولا يكونون عونا على الظلم والعدوان،وحصول الخير منهم غير مستنكر بل هو مأمول،
وعونهم لإخوانهم الإنس ممكن كما يعين الإنس بعضهم بعضا).(كتاب السحر بين الحقيقة والخيال ص211)
سادساً : سُئل القاضي الشيخ عبد المحسن العبيكان عضو مجلس الشورى ومستشار وزارة العدل سابقا هل الاستعانة بالجن جائزة؟
فأجاب حفظه الله :الاستعانة بالجن الصالحين جائزة شرعا، فعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) استعان بهم لمعرفة شخص،
وأيضا استعان بهم أبو موسى الاشعري (رضي الله عنه) لمعرفة أين كان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
وذكر ذلك شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية ونقل هذا،ونقلته في كتابي(غاية المرام شرح مفتى ذوى الإفهام)، هذه مسألة منقولة واضحة في هذا الكتاب.
سابعاً: سُئل فضيلة الدكتور/ عبد الله بن عمر الدميجي (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى) عن حكم مساعدة الجن المسلم ؟
تاريخ الفتوى : 24 جمادى الأولى 1422
فأجاب فضيلته : (الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،فقد قال الشيخ ابن تيمية (رحمه الله) كما في مجموع الفتاوى واستخدام الإنس لهم (أي الجن) كالآتي:-
1 -منهم من يستخدمهم في المحرماتمن الفواحش، والظلم، والشرك، والقول على الله بلا علم، وقد يظنون ذلك من كرامات الصالحين، وإنما هو من أفعال الشياطين.
2 -منهم من يستخدمهم في أمور مباحة،إما إحضار ماله، أو دلالة على مكان فيه مال ليس له مالك معصوم، أو دفع من يؤذيه ونحو ذلك، كاستعانة الإنس بعضهم ببعض.
3 -منهم من يستخدمهم في طاعة الله ورسوله،كما يستعمل الإنس في مثل ذلك،فيأمرهم بما أمر الله به ورسوله،
وينهاهم عما نهاهم الله عنه ورسوله، كما يأمر الإنس وينهاهم، وهذه حال نبينا صلى الله عليه وسلم وحال من اتبعه،
واقتدى به من أمته وهم أفضل الخلق، فإنهم يأمرون الإنس والجن بما يأمرهم الله به ورسوله ثامناً :
أ.د/خالد المشيقح ما حكم الاستعانة بالجن في بعض الحاجات ؟ فأجاب فضيلته بقوله:الاستعانة بالجن قسمها بعض العلماء إلى ثلاثة أقسام:-
القسم الأول:أن يستعين بهم في أمور محرمة،فإن هذا محرم كما لو استعان بهم على إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم أو أموالهم ونحو ذلك.
القسم الثاني:أن يستعين بهم في أمور مشروعة، فإن هذا مشروع ولا حرج فيه، كما لو استعان بهم في ما يتعلق بالدعوة إلى الله عز وجل ونحو ذلك.
القسم الثالث:أن يستعين بهم في أمور مباحة،كفقدان ضالة،والبحث عنها،فإنه مباح، وقد استدلوا على ذلك بأن الصحابة رضى الله تعالى عنهم، لما فقدوا عمر
(رضي الله عنه)،كانت هناك امرأة لها رئي من الجن (أي صاحب من الجن)،فذهبوا إليها وسألوها عن مكان عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)،
فأرشد إلى أنه يسم إبل الصدقة، هذا ذكره بعض العلماء رحمهم الله، كشيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله).
تاسعاً: سُئل فضيلة الشيخ محمد حسان ما حكم الاستعانة بالجن في بعض الحاجات ؟
فأجاب فضيلته بقوله المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، فمنهم من أجاز كقول شيخ الإسلام ابن تيميه (رحمه الله)،
وكقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين، ومنهم من أنكر وقال لا يجوز أن يستعان بالجن المسلم حتى ولو كان في العلاج واستدلوا
على ذلك بأنه لم يثبت عن النبي( صلى الله عليه وسلم)، ولو ثبت لاستعان بهم النبي( صلى الله عليه وسلم) في حروبه مع الكفار.
فالمسألة فيها خلاف لكن الضابط ما لم يكن في الأمر نوع من أنواع الشرك أو الظلم فالأمر فيه سعه.
نعم أحبائنا في الله، فهذا هو الراجح من أقوال أهل العلم ألا وهو جواز مساعدة الجن المسلم للمعالج بالقرآن بالشروط والضوابط
سالفة الذكر،فالجن المسلم يعاونون المعالجين بالقرآن على مساعدة المرضى المصابين بالمس والسحر،الأمر الذي يؤدي إلى نفع المسلمين،
ورفع البلاء عنهم بإذن الله وحده،خاصة في عصرنا هذا الذي انتشر فيه السحرة الملاعين، وكثرة إصابة الناس بالمس والسحر،
وتسلط الشياطين عليهم،الأمر الذي يجد فيه المعالج مشقة كبيرة في علاج هذا العدد الكبير من المسحورين، والله هو الأعلى والأعلم. والحمد لله رب العالمين
يا ايها الناس اتقوا الله في الناس وفي انفسكم كل شيء فاني باقي الا وجه الله ذو الجلال والاكرام .سنحاسب يوم القيامة على الكبيرة والصغيرة .